أما عن مفهوم العولمة فهو أحد المصطلحات التي ظهرت في الآونة الأخيرة وهو يدخل في إطار الحقيقة التي أصبح عليها العالم الآن حيث أصبح يشبه بأنه كالقرية الصغيرة ، فيما يعني أنه لم تعد هناك انعزالية بين دول العالم ولكن في إطار ثورة الاتصالات والمعلومات أصبحت كل دول العالم تحيا حياة مشتركة متصلة ومترابطة من خلال شبكات الاتصالات والمعلومات المتنوعة وخاصة الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت وغيرها .
ومن هنا جاء مفهوم العولمة والذي يعنى التحول إلى العالمية والبعد عن الانغلاقية والاتجاه إلى الاحتكاك مع الثقافات المجتمعية المختلفة والعمل على الاندماج في إطار المجتمع العالمي وعدم التخوف من ذلك ، وأن العولمة تتطلب التعددية اللغوية والثقافية كضرورة لمواجهة التحول إلى العالمية أو العولمة ، وأن هذه التعددية تؤدي إلى تحقيق التعددية السياسية وهي ركن هام في الديمقراطية الدولية.
|
التعلم عن بعد كان في البداية يطلق علي استخدام وسائل الصوت و الصورة كشرائط الكاسيت و الفيديو كاسيت لتعلم دورة تعليمية مثل اللغات بدون الحاجة لحضور محاضرات او الالتزام بارتياد معاهد أو مراكز دراسية
ومع ظهور شبكة الانترنت وتقنياتها الحديثة من برامج صوت وصورة وقواعد بيانات ووسائل تفاعل لحظي لتقدم الدروس حيثما كان المتعلم وفي أي موقع على خارطة العالم تواجد وفيه حيث يستطيع الاتصال بالإنترنت ، وتقوم شبكة الانترنت في أغلب الأحيان بدور مساعد لتعزيز القدرات وان كانت بعض الجامعات تقدم دراسات البكالوريوس والدراسات العليا الرسمية عن بعدعن طريقها ، وتعد طريقة التعلم هذه المثلى للأشخاص الذين ليس بإمكانهم الانتظام بحضور الدروس التعليمية والالتزام بجدول المحاضرات اليومية كما لايتطلب هذا النوع من التعليم إلى تفرغ تام ، ويستطيع المتعلم الانضمام إليه دون أن يترك وظيفته أو دراساته الأخرى..
طريقة التعلم عن بعد ومدى فعاليتها Distant Learning effectiveness
قد يكون التعلم عن بعد بنفس فعالية التعليم التقليدي لو اعتمد على خطة وبرامج تعليمية عالية المستوى يقوم عليها أساتذة متخصصون في هذا المجال إلى جانب الدراية بطرق التعامل مع التقنيات الحديثة للاستفادة القصوى، فأي ثغرة قد تؤثر على فعالية البرنامج وإمكانية استيعابه والتفاعل معه ، وهناك عدة وسائل تستخدم للتعليم عن بعد وأغلبها بعد تحديد الدورة التي يرغب المتعلم الانضمام إليها تقوم الجهة المختصة بتزويده بالطريقة التي سيتواصل بها معها مثل:
v برامج صوتية يتم تنزيلها من على الإنترنت
v البريد الإلكتروني لاستقبال خطوات الدراسة والمنهج واستقبال الإجابات
v وفي بعض الأحيان يكون هناك كتب أو أشرطة
v برامج لعرض أفلام فيديو تعليمية.
v برامج متخصصة متعلقة بالحاسب الآلى
v قواعد بيانات
|
أدوات التعليم التقليدى والتعليم التقنى:
v كثير منا لا يعلمون أن الكتاب هو أقدم وسيلة للتعلم عن بعد ، حيث انه:-
v وسيلة نقل المعارف والعلوم الإنسانية منذ عصور قديمة
v ما زال حتى يومنا هذا يحتل المرتبة الأولى كوسيلة للمعرفة والتعلم
v لم يضاهيه فيها حتى أكثر الأجهزة تقدما وتطورا
v لا يحتاج إلى مصدر طاقة خارجي أو إلى أجهزة مساعدة
v يمكن حمله بكل سهولة ولا يتأثر بالحرارة والبرودة إلا في نطاق بعيد
v كما إن تكلفة إنتاج الكتاب غالبا اقل من وسائل التعلم الأخرى.
وفي كل ذلك هو يخالف الأجهزة الحديثة كالأقراص المدمجة مثلا ،
v فهي تحتاج إلى جهاز مساعد لقراءتها
v لا تصمد أمام الحرارة والبرودة كثيرا
v حاجتها لمصدر للطاقة لتشغيل الأجهزة المساعدة
v إن تكلفة إنتاج الكتاب غالبا اقل من وسائل التعلم الأخرى.
|
الحصول على المعلومات:
في العقود الأخيرة اختلفت حاجة الإنسان إلى المعلومة ، وأصبح تناقل المعرفة بشكل آلى أمرا ضروريا لجعل الحياة أسهل وأفضل وأكثر فاعلية ، وأصبح تجاوز المحلية إلى العالمية حتميا لا يستطيع أحدنا تغييره ، فإن لم نذهب إلى العالمية أتت هي إلينا ، وقضى الأمر بأن نستطيع التعامل معها بشكل أو بآخر وبنطاق واسع دونما شك ، ومن هنا بات وجود أدوات أكثر فاعلية وسرعة من الكتاب في انتقال المعرفة والمعلومات شيئا مُلحاُ ، ولم يعد الحال كما كان عليه سابقا من حيث التحكم بمداخل ومخارج المعلومات والمعارف الى الأفراد ، فمن القنوات الفضائية الى الشبكة العالمية للمعلومات والى أجهزة الاتصال الشخصية المفتوحة.
قال تعالى: (يَأَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة: الحجرات - الآية: 13] ، فالمعرفة مجال شاسع يتجاوز كل معارف الإنسان إلى تناقل العلوم واللغات والأدب والثقافة ، كما يتطرق إلى حوار الأديان والأعراق ، ومعاملات الإنسان وطريقته في الحياة للوصول إلى القناعات الشخصية المثالية.
|
الوسيط التقنى
فتحت وسائل الأعلام والاتصالات المختلفة نطاقات سريعة ومتقنة للتواصل بين الحضارات وبين الحضارة الواحدة وأفرادها وبين الأفراد أنفسهم ، وفي الحقيقة فان تلك النطاقات هي وسائل معرفية تعليمية مباشرة وغير مباشرة ، فالاتصال الهاتفي التقليدي من شخص إلى آخر أو إلى مجموعة هو تعليم معرفي مباشر موجه إلى مجموعة معينة أو شخص بعينه.
كذلك تعليم المعلم لطلابه في الفصل ، والمحاضر في المحاضرة ، والمحاور في الندوة أو المؤتمر أو الاجتماع ، والاتصال الهاتفي التقليدي يعتمد على حاسة السمع ، وقراءة الكتاب تعتمد أساسا على حاسة الرؤية ، فماذا لو جمعنا أكثر من حاسة لتلقي المعرفة والمعلومات ، موضوعيا سيصبح تركيز المتلقي أفضل ، ووصول المعلومة وحفظها أكثر فاعلية.
ولعل تعريف " الوسائط المتعددة " بهذا الشكل هو تعبير جيد عن كيفيتها والمقصود منها ، فهي تحتوي على الصور المتحركة والجامدة ، والمقاطع الصوتية المختلفة ، والتمثيل التفاعلي المناظر للواقع ، وغيرها من الوسائط ، وهى بهذا المفهوم – التقني – تعنى جمع وسيط ، وهو ما يتوسط الصلة بين نقطتين أو أمرين ، فالوسيط في الاتصال الهاتفي هو ( الصوت ) ومصدره( المرسل ) ومتلقيه ( المستقبل ) ، ويتوفر في التلفزيون وسيطين ، هما الصوت والصورة ، ويستخدم الإنسان حاسة السمع والرؤية لاستقبالها ، فهنا يكون التواصل أكثر جاذبية وفهما من الاتصال الهاتفي ، وهكذا في باقي وسائل الاتصالات الأخرى ، تتفاوت في قدرتها على توفير استجابة ومدى فعاليتها وجدواها وأيضا تكلفتها.
|
دور الحكومات فى مسايرة التقنيات الحديثة فى التعليم
وقد سعت الحكومات العربية في الآونة الأخيرة ممثلة في مؤسساتها التعليمية إلى توثيق وتعميق هذه التقنيات الحديثة لتوظيفها في تسهيل نقل المعارف والمعلومات، فاستحدثت مناهج الحاسب الآلي ، وجهزت مختبرات لها ووفرت التدريب للكوادر البشرية، ومن المهم بمكان أن يتوازى مع هذا الاهتمام رفع مستوى الخدمات التقنية في البلدان نفسها من حيث الصيانة وتوفير البدائل ومباشرة تطوير واستحداث الصناعات في هذا المجال ووضع أطر جيدة لحماية حقوق الملكية الفكرية لجميع الأعمال والصناعات التقنية المرتبطة بالتعليم والعمل الالكتروني ، بحيث تصبح موازية لكل استحداث أو خطوات تُـقدم عليها.
كما يجب فتح المجال للأفراد والمؤسسات للمبادرة والمشاركة ، وألا تستأثر الحكومات بعملية التطوير بشكل مركزي ، لأن ذلك سيشكل حاجزا ينمو معها ، ويمنع أي مبادرات لاحقا من المجتمع ، وبالتالي يبقى التقدم التكنولوجي محصورا باستيراد الأجهزة والمواد ومستلزماتها وتكون حملا ثقيلا على تلك الدول مع مرور الوقت.
إن فتح المجال أمام تلك المبادرات ، ومنح المؤسسات المجتمعية الناشئة في مجال التطوير الرقمي امتيازات وحوافز كتوفير الأرض والاحتياجات الأساسية ، وإسقاط الضرائب عنها سيؤدي إلى نشوء صناعات تقنية تنمو باستمرار ويستفيد منها المجتمع بكل شرائحه.
|
الصناعات التقنية من المنشأ إلى الشرق الأوسط
يشكل انتقال الصناعات التقنية الكبيرة إلى الشرق الأوسط جانبا مهما لأجل حفظ التوازن القائم في مجتمعاتنا ، وجعل تكلفة الأجهزة والتقنيات في متناول الجميع وإدخالها إلى كل منزل ومكتب، وتلك الصناعات المتقدمة والمتركزة في شرق آسيا وأوربا الغربية والولايات المتحدة تحتاج إلى حوافز وامتيازات لتصل إلى أراضينا كصناعات وليس كمواد استهلاكية جاهزة.
إن توفر بنية اتصالات قوية ومرنة يسهل عملية التواصل والاتصال بين أفراد المجتمع وبين المجتمعات المختلفة ككل بجميع شرائحها ومنها التعليمية والمهنية ، كما أن وجود بدائل تقنية لتحويل نطاقات الاتصال الرقمي المختلفة يدعم نمو قطاع جيد للصناعات الرقمية وزيادة عدد مستخدميها مما يعني انخفاض الأسعار وإتاحة المجال لشركات الاتصالات لتطوير واستحداث الجديد في هذا الجانب.
وتشير الإحصاءات إلى نمو متزايد لهذا القطاع في دول الخليج العربي سواء من ناحية الاستخدام أو توفير الخدمات، مما عمل على وجود بنية صلبة وقادرة على مواكبة الجديد والحديث من التكنولوجيا ومنحها بطرق يسيرة وسهلة للمستخدم سواءا كان شركات أو مؤسسات أو أفراد ، ويبقى هنا الاستخدام الجيد لها واستعادة ( التخطيط التراكمي ) وهو التخطيط المستمر بعد كل خطوة وجدولتها من جديد لتعزيز تحقيق الوسيلة والأداة للأهداف والغايات والطموح ومن جانب آخر فإن تكوين رؤية بعيدة المدى تستوعب احتياجات النمو سيعزز من ايجابيات هذا المسار ، ويساعد على التخطيط الجيد والمتقن لتوظيفها بشكل متوازٍ مع تطوير المناهج التعليمية والدورات المهنية ومتطلبات العمل وصولا إلى اقتصاد حيوي ومناخ اجتماعي سليم ورفع مستوى المعيشة
|
الإنترنت في التعليم
تطورت شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة بشكل مذهل وسريع جداً وأصبحت كتاباً مفتوحاً للعالم أجمع فهي غنية بمصادر المعلومات إلى درجة الفيضان ، لقد أصبح الحاسب الآلى وتطبيقاته جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمعات العصرية، وقد أخذت تقنية المعلومات المبنية حول الحاسب الآلى تغزو كل مرفق من مرافق الحياة، فاستطاعت هذه التقنية أن تغيّر أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي ثم ولدت شبكة الإنترنت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً، وأصبحت المسافة بين المعلومة والإنسان تقترب من المسافة التي تفصله عن مفتاح جهاز الحاسب الآلى شيئاً فشيئاً وأما زمن الوصول إليها فأصبح بالدقائق والثواني فكان لزاماً على كل مجتمع يريد اللحاق بالعصر المعلوماتي أن ينشئ أجياله على تعلّم الحاسب الآلى وتقنياته ويؤهلهم لمجابهة التغيّرات المتسارعة في هذا العصر.
لذا فقد قامت بعض الدول بوضع خطط معلوماتية إستراتيجية ومن ضمنها جعل الحاسب الآلى وشبكة الإنترنت عنصراً أساسياً في المنهج التعليمي، وتختلف خطط إدخال المعلوماتية في التعليم تبعاً لاختلاف الدول وعلى أي حال فإن التوجه العام حالياً هو الانتقال من تدريس علوم الحاسب الآلي نحو الاهتمام بالتخطيط لزيادة التدريس المعتمد على المعلوماتية عبر المناهج الدراسية .
من هذا المنطلق جاء هذ المشروع لينظر في كيفية الاستفادة من شبكة الإنترنت في التعليم العام في بلد ما، فنتحدث فيها عن المراحل التي مر بها التعليم من منظور حاسوبي ، بعد ذلك نمر بأربع منعطفات لابد من تجاوزها لإيصال شبكة الإنترنت إلى الساحة التعليمية فى هذا البلد ، فنبحث موضوع تقبل واستعداد المعلم والطالب للتعامل مع التقنية في التعليم، ثم على الآثار التي يمكن أن تحدثها هذه التقنية، بعد ذلك نتطرق إلى وضع الحاسب الآلى في العملية التعليمية، وعند آخر منعطف نعرض لوضع شبكة الاتصالات.
|
من التعليم التقليدي إلى التعليم باستخدام الإنترنت
أولا.... التعليم التقليدي
يرتكز التعليم التقليدي على ثلاثة محاور أساسية وهي المعلم والمتعلّم والمعلومة وقد وجد التعليم التقليدي منذ القدم وهو مستمر حتى وقتنا الحاضر، ولا نعتقد أنه يمكن الاستغناء عنه بالكلّية لما له من إيجابيات لا يمكن أن يوجدها أي بديل آخر، فمن أهم إيجابياته التقاء المعلم والمتعلّم وجهاً لوجه وكما هو معلوم في وسائل الاتصال فهذه أقوى وسيلة للاتصال ونقل المعلومة بين شخصين ففيها تجتمع الصورة والصوت بالمشاعر والأحاسيس حيث تؤثر على الرسالة والموقف التعليمي كاملاً وتتأثر به وبذلك يمكن تعديل الرسالة وبهذا يتم تعديل السلوك وتحدث عملية التعلّم.
ولكن في العصر الحاضر يواجه التعليم التقليدي منفرداً بعض المشكلات مثل الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطالب وقلة أعداد المعلمين المؤهلين تربوياً
والانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعب في التعليم والقصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب فالمعلم ملزم بإنهاء كم من المعلومات في وقت محدد ، مما قد لا يمكّن بعض المتعلّمين من متابعته بنفس السرعة ومع بروز مثل هذه المشكلات فإن الحاجة تدعو إلى استخدام وسائل تعليمية تساعد على التخفيف من آثارها.
|
ثانيا.... التعليم باستخدام الحاسب الآلى
يمثل الحاسب الآلى قمة ما أنتجته التقنية الحديثة فقد دخل الحاسب الآلى شتى مناحي الحياة بدءاً من المنزل وانتهاءاً بالفضاء الخارجي وأصبح يؤثر في حياة الناس بشكل مباشر أو غير مباشر ، ولما يتمتع به من مميزات لا توجد في غيره من الوسائل التعليمية فقد اتسع استخدامه في العملية التعليمية ولعل من أهم هذه المميزات التفاعلية حيث يقوم الحاسب الآلي بالاستجابة للحدث الصادر عن المتعلّم فيقرر الخطوة التالية بناءاً على اختيار المتعلّم ودرجة تجاوبه ومن خلال ذلك يمكن مراعاة الفروق الفردية للمتعلّمين.
وفي مقابل هذه المميزات هناك سلبيات لاستخدام الحاسب الآلي في التعليم من أهمها افتقاده للتمثيل (الضمني) للمعرفة فكما هو معلوم فإن وجود المتعلم أمام المعلم يجعله يتلقى عدة رسائل في اللحظة نفسها من خلال تعابير الوجه ولغة الجسم والوصف والإشارة واستخدام الإيماء وغيرها من طرق التفاهم والتخاطب (غير الصريحة) والتي لا يستطيع الحاسب الآلى تمثيلها بالشكل الطبيعي.
لقد تباينت وتشعبت الآراء حول استخدام الحاسب الآلى في التعليم بصفة عامة وكتقنية مستوردة – وما تحمله من خلفية ثقافية – بصفة خاصة، ولعل علاج الأخيرة يكون بتوطين المحتوى ، أي أن نستخدم الجهاز كأداة ونصمم له البرامج التي تتناسب مع ثقافتنا، وأما الأولى وما يصاحبها من سلبيات فلعل علاجها يكون بالاقتصار على استخدام الحاسب الآلى بوصفه وسيلة مساعدة للمعلم، وهذا أحد الأشكال الثلاثة التي يستخدم فيها الحاسب الآلى في التعليم ، وهي التعلم الفردي حيث يتولى الحاسب الآلى كامل عملية التعليم والتدريب والتقييم أي يحل محل المعلم ، والتعليم بمساعدة الحاسب الآلى وفيها يستخدم الحاسب الآلى كوسيلة تعليمية مساعدة للمعلم ، وبوصفه مصدراً للمعلومات حيث تكون المعلومات مخزّنة في جهاز الحاسب الآلى ثم يستعان بها عند الحاجة ، وقد يكون من الأفضل قصر استخدام الحاسب الآلى في التعليم العام على الشكلين الأخيرين حيث أن المتعلم لا يزال في طور البناء الذهني والمعرفي.
لقد أجريت دراسات في الدول المتقدمة حول مستوى التحصيل عند استخدام الحاسب الآلى في العملية التعليمية، فتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التجريبية (التي درست باستخدام الحاسب الآلى) قد تفوقت على المجموعات الضابطة (التي لم تستخدم الحاسب الآلى في التعلم) ، وقد توصلت دراسات عربية إلى النتائج السابقة نفسها ، وقد أجريت بعض الدراسات حول استخدام الحاسب الآلى في تدريس بعض المقررات الدراسية فتوصلت كذلك إلى النتيجة السابقة نفسها، ولقد شجعت هذه الدراسات على استخدام الحاسب الآلى في التعليم ، والذي أصبح في الوقت الحاضر أمراً مسلماً به بل وبدأ الحديث ومن ثم التخطيط لاستخدام الإنترنت في التعليم.
|
ثالثا....التعليم باستخدام شبكة الإنترنت
بدأت شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة عسكرية للأغراض الدفاعية ، ولكن بانضمام الجامعات الأمريكية ثم المؤسسات الأهلية والتجارية – في أمريكا وخارجها – جعلها شبكة عالمية تستخدم في شتى مجالات الحياة ، لذا كانت هذه الشبكة المساهم الرئيسي فيما يشهده العالم اليوم من انفجار معلوماتي ، وبالنظر إلى سهولة الوصول إلى المعلومات الموجودة على الشبكة مضافاً إليها المميزات الأخرى التي تتمتع بها الشبكة فقد أغرت كثيرين بالاستفادة منها كل في مجاله، من جملة هؤلاء التربويون الذين بدءوا باستخدامها في مجال التعليم حتى أن بعض الجامعات الأمريكية وغيرها تقدم بعض موادها التعليمية من خلال الإنترنت إضافة إلى الطرق التقليدية ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات ومن أمثال هذه المصادر
الاتصال غير المباشر (غير المتزامن) حيث يستطيع الأشخاص الاتصال فيما بينهم بشكل غير مباشر ومن دون اشتراط حضورهم ، والاتصال المباشر (المتزامن) وعن طريقه يتم التخاطب في اللحظة نفسها .
هناك أمور ينبغي أخذها في الاعتبار عند التخطيط للتعليم الشبكي منها ضرورة اتخاذ القرار على المستوى السياسي مصحوباً بخطة متكاملة واعتبار شبكة الإنترنت وسيلة أساسية من وسائل التعليم ، وعن طريق دمج النموذج التعليمي القائم على بيئة شبكات المعلومات الحديثة ضمن عملية تطوير طرق التدريس يمكن جني الفائدة الحقيقة من استخدام الإنترنت وتقنيات المعلومات في التعليم بتبني مبدأ "الوجود النشط" للإدارات التعليمية ويعني ذلك أن تقوم الإدارات التعليمية المختلفة بتوفير مصادر المعلومات الخاصة بها على الشبكة ، ولابد من توفير مكتبات غنية بأنواع المعرفة بلغة المعلمين والمتعلمين.
|
عملية التعلّم والتعليم فى ظل شبكة المعلومات
لقد أثر استخدام التعليم الشبكي في عمليتي التعلم والتعليم ، ويلاحظ ذلك من خلال الأمور التالية :-
v سيتغيّر – أو يتأثر – دور المعلم في العملية التعليمية.. فبدل أن يكون المعلم هو الكل – موفر المعلومة والمتحكم فيها – سيصبح موجهاً لعملية التعلم ومتعلماً في الوقت نفسه.
v زيادة مستوى التعاون بين المعلم والطلاب.
v البيئة التي يوفرها التعليم الشبكي تقلل من الفروق بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد.
v وجود المرونة في التعلم ، فالطالب يتعلم متى وكيفما شاء.
v تحول الطالب من التعلم بطريقة الاستقبال السلبي إلى التعلم عن طريق التوجيه الذاتي.
v تعلم الطالب بشكل مستقل عن الآخرين يبعده عن التنافس السلبي والمضايقات.
v زيادة الحصيلة الثقافية لدى الطالب.
v ارتفاع مستوى التحصيل الدراسي بدرجة ملحوظة.
v تنامي روح المبادرة واتساع أفق التفكير لدى الطالب.
v حل مشكلات الطلاب الذين يتخلفون عن زملائهم لظروف قاهرة ، كالمرض وغيره ، من خلال المرونة في وقت التعلم.
|
المشكلات والعقبات
المشكلات والعقبات منها ما هو عام ومنها ما هو خاص منها:
^ التحدي التقني المتمثل في:
· الحاجة لتعلم كيفية التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
· صعوبة مواكبة التطور السريع لتقنيات الحاسب الآلى.
^ ضعف البنية التحتية للاتصالات في بعض الدول مما يؤثر سلباً على الاتصال بشبكة الإنترنت.
^ الطبيعة الجغرافية لبعض البلدان قد تشكل عقبة أمام استخدام التقنيات الحديثة.
^ حاجز اللغة .. حيث أن اللغة المستخدمة بنسبة كبيرة في المنتجات التقنية والمعلوماتية في شبكة الإنترنت هي اللغة الإنجليزية.
^ العامل الاقتصادي.
· على مستوى تمويل المشروع.
· على المستوى الفردي من حيث القدرة الشرائية.
^ وجود الممانعة وعدم التقبل للتقنيات الحديثة في مجال التعليم لدى بعض المعلمين ورجال التعليم.
^ طبيعة النظم التعليمية ، مثل:
· أساليب التعليم المرتبطة بأطر وأنظمة يجب التزامها من قبل المعلمين والهيئات التعليمية.
· عدم وجود الرابط بين المناهج وتقنية المعلومات لحداثة الأخيرة.
^ قد لا يستطيع الطالب التعبير عما في نفسه باستخدام الحاسب الآلى – كما في التعليم التقليدي – مما قد يسبب له إحباطاً.
^ عدم استقرار وثبات المواقع والروابط التي تصل بين المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت فقد نجد الموقع أو المعلومة اليوم ولا نجدها غداً.
|
التغيير بين الرفض والقبول
إن الإنسان بطبعه لا يحب تغيير ما اعتاد عليه ، بل يقاوم ذلك بأساليب مختلفة. وهذا السلوك ينسحب على المعلمين في الفصل. ولا نقصد المقاومة بمعناها العنيف. إن ما نعنيه هي المقاومة التي تأخذ شكل الممانعة والسلبية تجاه التغيير.
أشكال هذه الممانعة:
w التمسك بالأساليب التعليمية القديمة أو السائدة.
w عدم الرغبة في التكيّف مع الأساليب والتقنيات الحديثة.
w الشعور بعدم الاهتمام وعدم المبالاة نحو التغييرات الجديدة.
|
الآثار السلبية للتقنية
إن نشوء تقنية المعلومات – ونخص منها شبكة الإنترنت – في مجتمع ذي ثقافة منفلتة ( متحررة ) من أي قيد ، جعلها تحمل في طياتها ثقافة بلد المنشأ ، وقد ثار الجدل في بلد المنشأ حول الآثار السلبية لما تحمله شبكة الإنترنت من أمور غير أخلاقية ، حتى إن البعض ينادي بسن القوانين ضدها ، ولكن ثقافة المجتمع قد لا تسمح بذلك لهذا فإن العديد من الدول قد ضمنت خططها المعلوماتية قضية مواجهة تحديات عصر المعلوماتية ويشمل ذلك قضايا توافق الحوسبة( التعامل مع الحاسب الآلى ) مع عادات وتقاليد المجتمع ففي الجانب الاجتماعي يمكن الحد من الآثار السلبية بالتوعية والمتابعة، وأما من الجانب التقني فهناك بعض الحلول التي ظهرت للحد من الاستخدام السيئ لشبكة الإنترنت مثل برامج الترشيح التي لا تسمح بالوصول إلى مواقع مختارة على الشبكة كما أن الدراسات والأبحاث مستمرة في هذا المجال.
|
اختصاصات مؤسسات التعلم الإلكتروني
تتفاوت اختصاصات مؤسسات التعلم الإلكتروني بين مجموعة متنوعة من الخدمات مثل الحصول على شهادة الماجستير بشكل مباشر عبر الإنترنت، أو منح الشهادات التقنية للمبرمجين والمتخصصين في مجال تقنية المعلومات وغير ذلك من المزايا الرائعة، حيث تقوم بدورها بالإجراءات اللازمة وتوفير المعايير المطلوبة لطرح برامج معترف بها للدارسة عن بعد.
ووفقاً لبعض الدارسات والأبحاث المتخصصة، تبين أن نسبة 48% من المعاهد والجامعات التقليدية كانت قد طرحت مناهجها بشكل مباشر على الإنترنت في عام 1998، في حين ارتفعت النسبة إلى 70 % في عام 2000، وفي المقابل هناك جامعات لا تقدم خدماتها ومناهجها سوى عن طريق الإنترنت مثل جامعة إنجل وود Englewood وكولو Colo وكابيلا ومن المتوقع أن تحقق صناعة التعلم الإلكتروني المباشر عبر الإنترنت نمواً كبيراً من 24 مليار دولار في عام 2004 إلى أكثر من 60 مليار دولار في عام 2006 إلى أكثر من 90 مليار دولار في عام 2010 وذلك حسبما أظهرته الدراسات التي قامت بها مجموعة آي دي سي لأبحاث السوق، مستندة بذلك على التطور الكبير في قطاع الأعمال الإلكترونية وازدياد الطلب على المحترفين والمتخصصين ومن جهتها تقوم الشركات المنتجة للبرامج بالانضمام لهذا القطاع الهام وتصميم المنتجات المناسبة له.
والمؤسسات التعليمية تمر في الوقت الحاضر بمرحلة تحول جذري يعود إلى الضغوط الاقتصادية والتكاليف الضخمة من جهة وإلى عالم الأعمال من جهة أخرى والاختلاف الكبير بين الطلاب الذين يختارون الحضور للمدارس أو التعلم من بعد هو أيضاً من عوامل ذلك التحول وبالرغم من كل ذلك ما زالت الكليات والمدارس تجذب أعداداً من الطلاب إلى مدرجاتها لتلقي التعليم .
|
بعض المشاكل التربوية ودور تقنية المعلومات
لقد اتجهت مؤسسات التعليم وخاصة العالي مع الازدياد المتكرر للطلاب لاستعمال الإنترنت في تسليم المقررات للطلاب في الأماكن البعيدة حيث رأت بعض المؤسسات التعليمية أن هذه الطريقة وسيلة لجذب الطلاب الذين ليس بإمكانهم الحضور إلى مباني الجامعة ، بينما ترى معاهد أخرى بأنها وسيلة لتلبية احتياجات نوعية جديدة للطلاب وكذلك شجعت تسليم المقررات للطلاب في حرم المؤسسة التعليمية أيضا.
نعم لقد أحست مؤسسات التعليم – في الوقت الحالي- بالضغوط الاقتصادية لذا اتجهت إلى ضبط التكاليف وتحسين الجودة والتركيز مباشرة على حاجات العميل والاستجابة لضغوط المنافسة ، حيث وجدت أن تقنية المعلومات IT ـ (Information Technology) لديها القدرة على حل معظم هذه المشاكل ، فيمكنها أن تغير دور الطالب والكلية أيضاً فتيسر وتركز على المتعلم كما توفر المال من خلال عملية الرقي بالعمل وزيادة التركيز على محتويات المنهج مع ازدياد استعمال التقنيات الحديثة وتقبل كل من الكليات والطلاب على حد سواء التغيرات التي حدثت في بيئة التعليم ، فالمقررات والدرجات العلمية أصبحت متوفرة على الإنترنت وبإنشاء المدارس والجامعات والمكتبات الافتراضية أصبح باستطاعة الطالب التقديم والتسجيل والالتحاق بالجامعة وشراء المراجع والكتب وحضور المحاضرات من غير تسجيل أي زيارة فعلية لمباني الجامعة ، فعدد من التخصصات والبرامج التعليمية تم تطويرها وذلك ليتم التفاعل بينها وبين الطلاب وهذا النوع يسمى بالتعليم بمساعدة الحاسب ، وهناك بعض البرامج الأخرى الأكثر تفاعلاً والتى تسمح للطلاب بإرسال آرائهم وتعليقاتهم لساحات النقاش وذلك عن طريق المواقع على شبكة الإنترنت وهذا النوع يسمى بالنقاش اللامتزامن فالمشارك ( او العميل ) في هذا النوع يقرأ ويعلق على الموضوع المطروح للنقاش عندما تتاح له الفرصة بذلك في أوقات فراغه .
|
وهناك نوع آخر من التعليم هو التعليم الفوري أو المتزامن والذي يستخدم النقاش الفوري أو الدردشة وفيه يتمكن المشاركين من التفاعل والنقاش فيما بينهم وفي وقت واحد وحقيقي بغض النظر عن الطريقة المستخدمة للتعليم ، فالتحول يجب أن يتم من قاعات الدرس التقليدية إلى قاعات الدرس عبر الفضاء المعلوماتي وهذا هو مستقبل التعليم وهو ما يسمى بالتعليم الإلكتروني، ولذا ففلسفة التعليم الحديثة تبحث فى الإجابة على السؤال التالي:- ما مفهوم التعليم الإلكتروني؟ ، ويمكن من هذا السؤال أن تتفرع عنه الأسئلة التالية:-
¡ ما خصائص التعليم في المجتمع الإلكتروني؟
¡ ما فوائد التعليم الإلكتروني؟
¡ ما هى معوقات التعليم الإلكتروني؟
|
أولاً: مفهوم التعليم الإلكتروني
التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات ، وآليات بحث ، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي والمهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم ( أو المشارك أو العميل ) بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
والدراسة عن بعد هي جزء مشتق من الدراسة الإلكترونية وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم ( مصدر المعلومات ) ، وعندما نتحدث عن الدراسة الإلكترونية فليس بالضرورة أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن ( online learning ) ، بل قد يكون التعليم الإلكتروني غير متزامن فالتعليم الافتراضي هو :-
" أن نتعلم المفيد من مواقــع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات ".
التعليم الإلكتروني المباشر:
تعني عبارة التعليم الإلكتروني المباشر أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمدرس، والتعليم الإلكتروني مفهوم تدخل فيه الكثير من التقنيات والأساليب فقد شهد عقد الثمانينيات اعتماد الأقراص المدمجة CD للتعليم لكن عيبها كان واضحاً وهو افتقارها لميزة التفاعل بين المادة والمدرس والمتعلم أو المتلقي، ثم جاء انتشار الإنترنت مبرراً لاعتماد التعليم الإلكتروني المباشر على الإنترنت، وذلك لمحاكاة فعالية أساليب التعليم الواقعية، وتأتي اللمسات والنواحي الإنسانية عبر التفاعل المباشر بين أطراف العملية التربوية والتعليمية ويجب أن نفرق تماماً بين تقنيات التعليم ومجرد الاتصال بالبريد الإلكتروني مثلا.
الواقعية في التعليم:
يعتبر الافتقار للنواحي الواقعية في عملية التعليم الإلكتروني المباشر أهم عيوب هذا الأسلوب في التعليم الذي يحتاج في بعض الحالات للمسات إنسانية بين المتعلم والمدرس، ونخص هنا بالحديث الفئات التي يُجدي فيها التعليم الإلكتروني المباشر وحاليا نجد انه يستهدف طلاب المرحلة الثانوية بشكل رئيسي ثم طلبة الجامعات والمهن الأخرى مثل الأطباء والمهندسين أي بشكل أو بآخر التدريب المؤسسي الذي يتلقاه العاملون والفنيون في المؤسسات والشركات الكبيرة على اختلاف مجالاتها.
وهناك مواد تعليمية تصلح للتعليم الإلكتروني المباشر وتحقق فعالية كبيرة، فمثلا يمكن شرح ظاهرة علمية طبيعية بالتفصيل ولكن لمرحلة سنية معينة أو الذهاب إلى المختبر ومشاهدة هذه الظاهرة بصورة مباشرة ويغني هذا النوع عن كل الجهد الذي يمكن أن نبذله في نظام التعليم التقليدى المباشر لشرح تلك الظاهرة ، أي أن مادة التعليم الإلكتروني المباشر يجب أن تكون مناسبة للمتعلم وملائمة لأسلوبه، ولذلك يمكننا القول وبكل ثقة أنه يمكن اعتماد التدريب الإلكتروني المباشر بصورة ناجحة كمتمم لأساليب التعليم التربوية الأساسية وذلك لتطوير الموارد المتاحة للطلاب لتدريبهم على استخدام التقنية لتحسين التعلم وإيجاد مدارس أكثر مرونة وزيادة تفاعل أولياء الأمور في العملية التعليمية إضافة لزيادة وصول الطلاب وإتاحة التقنية لهم وتوسيع فرص التطوير المهني للمعلمين ويمكن للتقنية أن تعزز قدرات الطلاب والمدرسين والتربويين.
ويرى بعض التربويين والخبراء أن التعليم الإلكتروني المباشر أو التعليم بالاعتماد على الكمبيوتر سيلقى مقاومة تعيق نجاحه إذا كان يخل بسير العملية التعليمية الحالية أو يهدد أطرافها الحاليين لكونه أحيانا يعتمد على حلول جذرية في تنفيذه.
التعليم الإلكتروني المعتمد على الحاسب:
مع التقدم العلمى أصبح من المفترض أن التعليم الإلكتروني - بدون اى تطوير لمعطياته - المعتمد على الكمبيوتر CBT Computer-Based Training أسلوباً مرادفا للتعليم الأساسي التقليدي ويمكن اعتماده بصورة مكملة لأساليب التعليم المعهودة وبصورة عامة يمكننا تبني تقنيات وأساليب عديدة ضمن خطة تعليم وتدريب شاملة تعتمد على مجموعة من الأساليب والتقنيات، فمثلاً إذا كان من الصعب بث الفيديو التعليمي عبر الإنترنت فلا مانع من تقديمه على أقراص مدمجة أو أشرطة فيديو VHS طالما أن ذلك يساهم في رفع جودة ومستوى التدريب والتعليم ويمنع اختناقات سعة الموجة على الشبكة ، ويتطلب التعليم الإلكتروني ناحية أساسية تبرر اعتماده والاستثمار فيه وهي الرؤية النافذة للالتزام به على المدى البعيد وذلك لتجنب عقبات ومصاعب في تقنية المعلومات ومقاومة ونفور المتعلمين منه.
ولابد ان لا نعطى المجال كى يبتعد احد المتعلمين عن الكمبيوتر بسبب الحديث عنه من مبالغات حوله على أنه العقل الإلكتروني الذكي الذي سيتحكم بالعالم لكن لابد ان يدرك المتعلم أن الكمبيوتر لا يعدو كونه جهاز غبي ومجرد آلة يتوقف ذكائها المحدود على المستخدم وبراعته في إنشاء برامج ذكية وفعالة تجعل من المستخدم يستفيد منها بدلاً من أن تستفيد هي وتستهلك وقته وجهده بلا طائل ويكمن في هذا القول محور نجاح التعليم الإلكتروني الذي يتوقف على تطوير وانتقاء نظام التعليم الإلكتروني المناسب من حيث تلبية متطلبات التعليم كالتحديث المتواصل لمواكبة التطورات ومراعاة المعايير والضوابط في نظام التعليم المختار ليكفل مستوى وتطوير المتعلم ويحقق الغايات التعليمية والتربوية ، إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية ومنها جعل المتعلم مستعداً لمواجهة متطلبات الحياة العملية بكل أوجهها والتي أصبحت تعتمد بشكل أو بآخر على تقنية المعلومات وطبيعتها المتغيرة بسرعة
|
ثانيا: خصائص التعليم في المجتمع الإلكتروني ؟
الفضاء المعلوماتي هو مفهوم الفضاء حيث الكلمات والعلاقات الإنسانية والبيانات والقوة تظهر بواسطة الأشخاص الذين يستعملون تقنية الحاسب كوسيط للاتصال ، أما المجتمعات الافتراضية فهي مجموعات ثقافية تنشأ عند التقاء مجموعة من الأشخاص بعضهم ببعض في الفضاء المعلوماتي بوضوح وبساطة، في الماضي كانت مفاهيم التمييز أو التفريق والعضوية هي من العوامل وثيقة الصلة بتطور المجتمعات ، فالأشخاص الذين يشتركون في هوايات معينة يشكلون مجتمعات من أجل مواصلة هواياتهم التي تميزهم عن باقي المجتمعات إضافة إلى ذلك فالمجتمعات تتميز بصورة عامة على أساس المكان فالمدينة الصغيرة أو القرية وما حولها تشكل مجتمعاً وهكذا ، ومع ظهور الاتصالات الإلكترونية والواقع الافتراضي أصبح من الصعب تحديد ماذا تعني كلمة مجتمع فالمجتمعات نسجت بأنواع مختلفة وبخصائص متنوعة لذلك فان الدخول في عالم المجتمعات الافتراضية والقدرة على التدريب عن بعد يستلزم عمليات مختلفة تماماً من الصعوبة يتم إنجازها من قبل بعض الأشخاص .
ان النطاق الذي يستخدم فيه الأشخاص الحاسب كوسيط للاتصال من أجل تعليم أشخاص جدد لإعادة تعليمهم أو جذبهم وضمهم إلى المجموعات أو المذاهب والمجتمعات التي يعملون فيها تلك هي القضايا الرئيسة لبناء مجتمع يكون الحاسب الآلي فيه وسيطاً ، ولذا فإن بعض الباحثين أعطوا مصطلح آخر للفرد في المجتمع الافتراضي وهو الشخصية الإلكترونية ( عندما يعمل الشخص على الحاسب مع أشخاص آخرين) لذلك فهناك شروط للتعليم في المجتمع الفضائي منها :
¡ القدرة على مواصلة الحوار الداخلي من أجل إعداد الإجابات .
¡ إنشاء شكل من الخصوصية بلغة الفضاء للشخص من مكان اتصاله وكذلك إنشاء إحساس داخلي لديه بالخصوصية .
¡ القدرة على البحث في المواضيع العاطفية في الشكل النصي .
¡ القدرة على إنشاء صورة فكرية عن الزميل المقابل في عملية الاتصال .
¡ القدرة على إنشاء إحساس بالحضور الفوري أثناء عملية الاتصال .
إذاً فالبيئة الإلكترونية تسمح للمتدرب بنشوء شخصيته الإلكترونية ، والأشخاص الانطوائيين هم أكثر ملائمة للتعليم في البيئات الافتراضية ، فهي شيء مشجع بالنسبة لهم بأن يأخذوا متسع من الوقت للتفكير حول الموضوع المطروح قبل الرد عليه ، أما بالنسبة للأشخاص المنفتحين أو الاجتماعيين فالتفاعل في البيئات الافتراضية يصبح صعب ولكنه ليس بالمستحيل ، لأن تفاعلهم يكون بوجودهم بين الآخرين لذلك فاختيار التعليم الأفضل بالنسبة لهم هو التعليم في أجواء حية وهذا يعطيهم القدرة على الأداء الأفضل ومن ثم الحصول على النتائج الأفضل ، أما الانطوائيين فإنجازهم يكون أفضل في الأجواء الهادئة أو البيئات الافتراضية الالكترونية لذا فهم لا يجدون صعوبة في الانضمام إلى البيئات الافتراضية عكس الأشخاص الاجتماعيين الذين يرغبون دوماً في البيئات الاجتماعية الصاخبة .
والسؤال المهم هو هل بإمكان المجتمعات بناء مجموعات فورية للتعليم مكتملة من غير أن تتقابل المجموعات وجهاً لوجه؟ .. وللإجابة على هذا السؤال نرى انه على الرغم من أهمية الالتقاء وجهاً لوجه في بعض النواحي العلمية إلا أن هذا الالتقاء غير ملائم لتغيير تكوين المجموعات الفورية المستمرة لأنه بالإمكان إيجاد تدريب بدون هذا النوع من الاتصال ، وذلك من خلال مجالس النقاش وغرف الحوار وغيرها حيث يلتقي المشاركين ويدلوا بأفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم وتعليقاتهم عن الأهداف والأخلاق والعوائق وأساليب الاتصال ، وهذه هي المبادئ في المجتمعات التي تتقابل وجهاً لوجه وهذا الشيء يحدث في المجتمعات الإلكترونية .
الخطوات الأساسية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التعليم في المجتمعات الافتراضية والتى من شأنها تعزيز وتشجيع الاتصالات وسط الأعضاء :
1. تعريف واضح لأهداف المجموعة .
2. إنشاء موقع مميز للمجموعة .
3. تعيين قائد فعال من المجموعة .
4. تعريف المبادئ والسلوك .
5. السماح بتنظيم أدوار الأعضاء .
6. السماح والتسهيل للمجموعات الفرعية .
7. السماح للأعضاء بحل نزاعاتهم .
النزاع في المجتمعات الافتراضية:
اتسمت التحولات التي حدثت في المجتمعات بالسرعة الكبيرة مما أدى إلى صعوبة تحديد تسمية المجتمع ، فالمجتمعات اليوم تتشكل حول قضايا الهوية والمبادئ المشتركة وليس على أساس المكان الجغرافي ، وبهذا يمكن تعريف المجتمع على أنه وحدة متكاملة مستمرة تنشأ عند التقاء عدد من الأشخاص في اهتمامات مشتركة ، أو حول أهداف مشتركة من أجل العمل على إنجازها وتطوير المبادئ السلوكية ، وقد تحدث النزاعات بين الأعضاء أثناء النقاش الفضائي حول المواضيع المطروحة لتحقيق تلك الأهداف، وبالتالي يجب على المجموعات مواصلة الحديث وعدم التوقف من أجل إنجاز المهام كفريق واحــد .
وعند محاولة تجنب النزاعات قد يؤدي ذلك إلى تفكك المجموعة فالنزاعات مرحلة أساسية يجب العمل خلالها وذلك للوصول إلى مرحلة الإنجاز وقد أثبتت كثير من الدراسات أن العمل في المجموعات الفورية يتشابه تماماً مع المجموعات التي تعمل وجهاً لوجه .
ويمكن حدوث النزاعات في المجتمعات الإلكترونية أكثر من المجتمعات التقليدية وذلك بسبب عدم وجود المتحاورين وجهاً لوجه وعدم تمكنهم من التحاور اللفظي الذي قد يؤدي إلى سوء الفهم ثم صعوبة التعبير العاطفي من خلال النص ، لذا فإمكانية حدوث النزاعات تكون أكبر من خلال الوسائل الإلكترونية .
مبادئ وإجراءات حل النزاعات في التعليم في المجتمعات الافتراضية والتعليمية الفورية .
العمل خلال النزاعات يساعد على إيجاد تواصل قوي بين أعضاء المجموعة ويؤدي إلى نتائج ايجابية وفي المجتمعات التعليمية الفورية سوف تسهم النزاعات في إيجاد نوع من التماسك بين الأعضاء بل وتسهم أيضاً في جودة نتائج العملية التعليمية ، لذا فالأستاذ في بيئة التعليم الفورية يجب أن يكون ذو خبرة شخصية كبيرة هادئا في حال حدوث النزاع وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن هناك خطورة عندما لا يتمكن الأستاذ من حل النزاع في المجتمعات الإلكترونية ، ففشله في التأثير أو الدعم في حل النزاع قد يؤدي إلى تدمير للعملية التعليمية بل وإحجام وحذر من قبل الطلاب المشاركين.
وبناءً علية يمكن القول بأنه يجب أن يوجه الاهتمام في التعليم عن بعد إلى تنمية الإحساس بالوحدة داخل مجموعة المشاركين وذلك لإنجاح العلمية التعليمية ، فالمجتمع التعليمي هو الأداة التي تحدث العملية التعليمية الفورية من خلالها ، فالأعضاء يعتمدون على بعضهم البعض لإنجاز النتائج المطلوبة من المنهج التعليمي ومثال ذلك عندما يدخل أحد المشاركين في موقع المقرر ولا يحدث هناك أي نوع من التفاعل لعدة أيام فإن هذا الشيء يؤدي إلى الإحباط وتثبيط الهمم .
التفاعل في عملية التعليم الافتراضي:
في التعليم التقليدي يرى الطلاب بعضهم البعض ويعرف بعضهم بعضاً معرفة جيدة من خلال العملية التعليمية ، ولكن السؤال كيف نجعل كل هذا التعارف والتفاعل يحدث عندما يكون الاتصال مقتصراً على النص أو الصوت عبر شاشة الحاسب فقط ؟.. حقيقة لا يمكن أن يحدث ذلك على الفور لكن يمكن تسهيل ذلك بطريقة واحدة يمكن تطويرها وهي النقاش المتبادل للإرشادات بغض النظر عن كيفية المشاركة بين المجموعات مع بعضها البعض ، وتكون بداية المنهج بإرسال رسائل ترحيبية وتعريفية وهذا الشيء يعتبر مفيداً للبدء في التعارف الافتراضي ، فالأستاذ في هذا النوع من التعليم يجب أن يكون مرناً بطرح جدول أعماله وبرامجه لكي يتمكن من سير العملية التعليمية ثم السماح للطلاب بتأدية برامجهم الخاصة كل وفق احتياجاته الخاصة.
وهذا يعني أن النقاش قد يتم بصورة لا يشعر فيها الأستاذ بارتياح كامل بسبب الحرية الكاملة والمطلقة للطالب وصعوبة التحكم في غرف النقاش ، ولكن الذي يستطيع عملة توجيه النقاش في اتجاه آخر يخدم العملية التعليمية بطريقة سليمة ، بالإضافة الى ذلك فان بيئة التعليم في المجتمع الافتراضي تحتاج إلى مساحة معينة للقضايا الشخصية في التعليم الفوري ، وهذا الشيء يمكن عمله ومتابعته طيلة فترة الدراسة ، وهذه المساحة إذا لم تنشأ قد تؤدي ببعض الطلاب بالبحث عن طرق أخرى مثل استعمال البريد الإلكتروني لطرح أمورهم الشخصية ، وشعور بعضهم بالوحدة والانعزالية عندما يفقدون هذه المساحة يؤدي إلى شعوره بعدم الإشباع والإحساس بأن العملية التعليمية لا تلبي احتياجاته، لذلك لا بد من إعداد هذه المساحة في بيئة التعليم الإلكتروني .
والسؤال الآن هو هل كل الدروس الإلكترونية فعالة ؟ وهل كل برامج التعليم عن بعد تستخدم أدوات ذات فعالية ؟
لا يمكن أن يتكون مجتمع التعليم الإلكتروني بواسطة شخص واحد فالأستاذ مسئول عن تسهيل العملية التعليمية ، والطلاب والمشاركين مسئولين عن إنشاء هذا المجتمع بهذه الطريقة يمكن القول بأننا أسسنا دروساً إلكترونية فعالة ، والطلاب لا يقتصر دورهم على الوصول إلى المقررات فقط بل يتعدى إلى المشاركة والتعليق وإبداء الرأي في كل القضايا المطروحة ، أما الأستاذ فعليه دائماً التوجيه والتحكم في العملية التعليمية والعمل على أن تكون الدروس ملائمة وجاذبة لجعل الطلاب مواظبين عليها كي يحصل التواصل بين الطلاب فيما بينهم وكذلك بينهم وبين الأستاذ لبناء المجتمع التعليمي .
إن إمكانية التفكير قبل الرد والتعليق وإبداء الملاحظات تساعد على رفع روح المشاركة والالتزام فالتعليم الإلكتروني يجعل النقاش مفتوح في المواضيع المطروحة ، إذ أن المشاركين ليس لديهم أي خوف أو تحفظ فآرائهم ترسل عبر تقنية لا يشاهدهم فيها أحد حيث يتم التوجيه للحصول على الإجابة الصحيحة عبر النقاش بين الطلاب ، إضافة إلى ذلك فإن العمل عبر الوسائل المكتوبة وفي غياب المشاهدة المباشرة يتيح فرصة للمشاركين بالتركيز على معاني ومضمون الرسائــل ، ونتيجة لذلك فإن الأفكار تتطور وتكون أكثر نضجاً ، وإنشاء البنية الاجتماعية يعني الوصول إلى السمة المميزة لبنية الدروس التي نصل عندها إلى عملية تعليمية فعالة ، فالقدرة على التعاون وإنشاء المعرفة مؤشران على التئام ونجاح المجتمع التعليمي الافتراضي ، وبصفة عامة لابد ان نضع فى الاعتبار النقاط التالية لوضع فلسفة المجتمع الالكترونى منها :
: النتائج المتوقعة من إنشاء المجتمع الفوري:
: التواصل الفعال مع محتويات المنهج وبين المشاركين فيما بينهم .
: التعاون المشترك خلال العملية التعليمية بين الطلاب فيما بينهم أكثر من تواصلهم مع الأستاذ .
: مشاركة المصادر بين الطلاب .
: الدعم والتشجيع المتبادل بين الطلاب وذلك عند تقييم أعمالهم فيما بينهم .
: إنشاء بنية اجتماعية فورية صلبة ومتماسكة.
عند بناء المجتمعات الافتراضية يجب معالجة عدد من المواضيع وهي:
Ñ الافتراض مقابل الاتصال الإنساني ، الترابط ، الاندماج .
Ñ مشاركة المسئولية .. اللوائح ، الأدوار ، المبادئ .
Ñ المواضيع النفسية .
Ñ الخصوصية والأخلاق .
1)الافتراض مقابل الاتصال الإنساني ، الترابط ، والاندماج :
من الصعوبة إيصال الأحاسيس عبر الوسائط النصية الفورية خاصة الغضب، لكنها ليست مستحيلة حيث يعتمد ذلك على نمو وتطور المجتمع ونوعه وهل يستخدم الاتصال الحقيقي(البشري) والافتراضي . بعض المشاركين في التعليم الافتراضي لا يعيرون اهتمام لما يقولون ويكتبون بل لا يكتبون بوضوح وذلك لاعتقادهم بأن الجميع يعرفهم وهذا قد يؤدي إلى سوء العلاقة بين الطرفين، وذلك لأن من المستحيل للأشخاص الذين يتقابلون لفترة بسيطة عبر المجتمعات الافتراضية معرفة بعض معرفة حقيقية وعميقة .
وفي الواقع فإن المتتبع لواقع التعليم الافتراضي يجد أنه مناسب جداً للأشخاص الانطوائيين والمنعزلين ، فالشخص المنعزل بإمكانه الجلوس على الحاسب والتواصل مع الناس من غير مشاجرات أو شحناء، لأنه أحياناً يكون متابعاً لما يكتب بدون مشاركة.
إن المفهوم الافتراضي كمفهوم عكسي للتواصل الإنساني في الاتصال الإلكتروني أسس الثنائية الزائفة وذلك لأن الأشخاص هم الذين صنعوا أدوات الاتصال بغض النظر عن نوعها سواء أكانت نصية أم افتراضية ، فالاتصال النصي يجعلنا نفكر بعمق حول كلامنا الذي نرسله عبر الاتصالات الفورية.
2) مشاركة المسئولية .. اللوائح ، الأدوار ، المبادئ .
عند النظر إلى كيفية تطور المجتمع فإننا نبدأ في دراسة موضوع المسؤوليات المشتركة ، القواعد ، الأدوار ، المبادئ ، إذاً نحن نشترك في المسؤوليات لتطوير المجموعات من خلال المشاركة ، ثم لا بد من إتباع القواعد والعمل بها .
وعندما ننظر إلى المجموعات من حولنا نلاحظ أن هناك شخص يحاول أن تبقى العلاقات مستمرة عند حدوث ضعف في النقاش بينما البعض الآخر يحاول تسوية الخلافات، وآخر يتفقد الحضور والغياب ، فظهور هذه الأدوار مؤشر على تطور المجتمعات الافتراضية.
التواصل بين المجموعات ينشئ المبادئ ، فالمجموعات يمكنها أن تناقش أهدافها عبر طرق الاتصال ، ومثل هذا النقاش يساعد على نشوء مجتمع عاطفي يشعر فيه الشخص بالأمن والخصوصية ، ومساحة من التماسك تساعده في مشاركة الأفكار بحرية أثناء العملية التعليمية.
في التعليم التقليدي وجود الطالب في قاعة الدرس يعتبر حضور حتى لو كان صامتاً ، أما في التعليم الإلكتروني فإن الطالب الذي يحضر ولا يشارك فكأنه غير حاضر ، لذلك لا بد أن يعير المعلم في التعليم الإلكتروني اهتماماً كبيراً لمشاركة جميع الطلاب ، ولكي نكون متعاونين لا بد أن نكون جميعاً مشاركين .
3) المواضيع النفسية .
إن انخراط الناس في المجتمع له فوائد عديدة ، ولكن في نفس الوقت فإن هناك أموراً تسبب القلق . فالاضطهاد يمكن أن يدمر الناحية النفسية ، والإحساس بالضغط يمكن أن ينتج عنه إحساس بالخوف والقلق وعدم الاستقرار مما يؤدي إلى شعور الشخص بأنه دخيل ، وقد ينتج عن ذلك أن يصبح الشخص كثير الصمت والانعزال .
وقد يحدث في بعض الأحيان أن يتحدث بعض الأشخاص عن التمييز في اللون والجنس والدين ، وحدوث مثل هذه الأشياء في المجتمع التعليمي يجعل المتدرب قلق وغير مرتاح وببساطة قد يترك الطالب الدراسة ، لأنه من الصعوبة على الأستاذ أن يلزم الطالب برأيه وفكره مع تلك المجموعات .
إن المسائل النفسية من وجهة نظر تقنية تعتمد على نوع وبيئة البرمجيات والآليات المستخدمة، فإذا أحس الشخص بأنه مرتاح تجاه تلك البرمجيات فهذا يعني أنه مرتاح وآمن نفسياً في تلك البيئة، وهناك أيضاً أشياء قد تؤدي إلى مشاكل نفسية كالإجهاد البصري وآلام الظهر والصداع .
الأستاذ يجب أن يكون على دراية ومعرفة بالمسائل النفسية التي قد تؤثر على نجاح أو فشل العملية التعليمية في المجتمع الإلكتروني ، وبناء عليه يجب تشجيع الطلاب على المجازفة وعدم الخوف خاصة في طرح الأفكار .
وعند التفكير في الأحاسيس عبر المجتمع الإلكتروني ، يبدو وكأننا نتحدث عن شيئين متناقضين ، ومع ذلك فإننا نؤمن أن الأحاسيس والمشاعر تدخل المجتمع الإلكتروني عبر عدد من المداخل وبذلك تدخل الدروس الإلكترونية ، بما أن المجتمع الإلكتروني أساسه الإنسان وهذا الإنسان مجموعة من الأحاسيس والمشاعر إذاً فهذه الأحاسيس هي الطاقة الكامنة التي تحركه ومن المهم في التعليم الإلكتروني أن يهتم الأستاذ بأحاسيس ومشاعر الطلبة .
كما يجب ملاحظة أنه في أي تفاعل اجتماعي تحدث محاولات اعتداء عن طريق الاتصال ، فهناك مشاكل كثيرة تحدث عن طريق الاتصال بين الناس ، ومع ذلك فالاتصال له فوائد كبيرة تفوق مخاطره ، إن الخصوصية قضية كبيرة في أي مجتمع ، وهي تظهر في المجتمع عبر طرق عديدة كالاتصال الهاتفي ، والاتصال عبر البريد العادي أو البريد الإلكتروني ولا يوجد هناك ضمان بحفظ هذه الخصوصية من الاعتداء ، وهكذا الحال بالنسبة للاتصال الذي يحدث في المجتمع الافتراضي .
4)الخصوصية والأخلاق
أما الكلام عن الأخلاق فيفتح مساحة واسعة للنقاش والجدل ذلك أن هذه القضية ظهرت مع استخدام الإنترنت والدروس الإلكترونية Electronic Classroom، وكذلك قصص كثيرة عند استخدام البريد الإلكتروني E-mail ، ثم تطور هذا الموضوع فأصبح يناقش في وسائل الإعلام المختلفة .
لقد ظهرت المشاكل الأخلاقية كذلك بسبب سوء استخدام مصادر التقنية العامة أو المشتركة مثل الطابعات المشتركة في الشبكات ، مساحات أقراص التخزين ، محطات العمل المفتوحة في الشبكات ، وبناء على هذا فيمكن القول بأن القضايا الأخلاقية يجب أن يوضع لها اهتمام في الاتصالات الإلكترونية .
أما الخصوصية في الاتصالات الإلكترونية فهي مستحيلة ، فتشفير الرسائل هو المعنى الموثوق به في الخصوصية ، ورغم ذلك نجد أن الاتصالات الإلكترونية المستخدمة في المحيط الأكاديمي خاصة تقرأ بواسطة أشخاص آخرين ويحتمل أن يكون الشخص غير موجود في قاعة الدرس فعلياً وقد ينتج عن ذلك خلاف بسبب تلك الخصوصية.
أخيراً يمكن القول بأن التعليم في المجتمع الافتراضي يتم وفق إطار معين خاص تحكمه وتقوده التقنية فالخصوصية والأخلاقيات والجوانب النفسية والإستعداد للتعامل عوامل أساسية في المجتمعات الافتراضية.
|
ثالثاً: فوائد التعليم الإلكتروني :
لاشك أن هناك مبررات لهذا النوع من التعليم يصعب حصرها ولكن يمكن القول بأن أهم مزايا ومبررات وفوائد التعليم الالكتروني مايلي:
(1) زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة والمدرسة ، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار ، ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة .
(2) المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب فالمنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم وتتكون عنده معرفة وآراء قوية وسديدة وذلك من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار .
(3) الإحساس بالمساواة ، فبما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج ، خلافاً لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذا الميزة إما لسبب سوء تنظيم المقاعد ، أو ضعف صوت الطالب نفسه ، أو الخجل ، أو غيرها من الأسباب ، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار، هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية ، وقد أثبتت الدراسات أن النقاش على الخط يساعد ويحث الطلاب على المواجهة بشكل أكبر.
(4) سهولة الوصول إلى المعلم حيث أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيداً على مكتبه، وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم ، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل .
(5) إمكانية تحوير طريقة التدريس فمن الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية ، ومنهم من تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معه الطريقة العملية ، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتدرب .
(6) ملائمة مختلف أساليب التعليم ذلك لأن التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس ، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة والعناصر المهمة فيها محددة .
(7) المساعدة الإضافية على التكرار فهذه ميزة إضافية بالنسبة للذين يتعلمون بالطريقة العملية فهؤلاء الذين يقومون بالتعليم عن طريق التدريب إذا أرادوا أن يعبروا عن أفكارهم فإنهم يضعوها في جمل معينة مما يعني أنهم أعادوا تكرار المعلومات التي تدربوا عليها وذلك كما يفعل الطلاب عندما يستعدون لامتحان معين.
(8) توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع ) فهذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين ، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً ، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية ، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم .
(9)الاستمرارية في الوصول إلى المناهج : هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يناسبه ، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة ، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر .
(10)عدم الاعتماد على الحضور الفعلي : لا بد للطالب من الالتزام بجدول زمني محدد ومقيد وملزم في العمل الجماعي بالنسبة للتعليم التقليدي ، أما الآن فلم يعد ذلك ضرورياً لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين لذلك أصبح التنسيق ليس بتلك الأهمية التي تسبب الإزعاج .
(11) سهولة وتعدد طرق تقييم تطور الطالب : وفرت أدوات التقييم الفوري على إعطاء المعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم .
(12)الاستفادة القصوى من الزمن : إن توفير عنصر الزمن مفيد وهام جداً للطرفين المعلم والمتعلم ، فالطالب لديه إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المحدد وبالتالي لا توجد حاجة للذهاب من البيت إلى قاعات الدرس أو المكتبة أو مكتب الأستاذ وهذا يؤدي إلى حفظ الزمن من الضياع ، وكذلك المعلم بإمكانه الاحتفاظ بزمنه من الضياع لأن بإمكانه إرسال ما يحتاجه الطالب عبر خط الاتصال الفوري .
(13) تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم : التعليم الإلكتروني يتيح للمعلم تقليل الأعباء الإدارية التي كانت تأخذ منه وقت كبير في كل محاضرة مثل استلام الواجبات وغيرها فقد خفف التعليم الإلكتروني من هذه العبء ، فقد أصبح من الممكن إرسال واستلام كل هذه الأشياء عن طريق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية معرفة استلام الطالب لهذه المستندات .
(14 )تقليل حجم العمل في المدرسة : التعليم الالكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات وكذلك وضع إحصائيات عنها وبإمكانها أيضا إرسال ملفات وسجلات الطلاب إلي مسجل الكلية .
|
رابعاً: معوقات التعليم الإلكتروني:
التعليم الالكتروني كغيرة من طرق التعليم الأخرى لديه معوقات تعوق تنفيذه ومن هذه العوائق:
1- تطوير المعايير: يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة وأهم هذه العوائق قضية المعايير المعتمدة، فما هي هذه المعايير وما الذي يجعلها ضرورية؟ لو نظرنا إلى بعض المناهج والمقررات التعليمية في الجامعات أو المدارس لوجدنا أنها بحاجة لإجراء تعديلات وتحديثات كثيرة نتيجة للتطورات المختلفة كل سنة، بل كل شهر أحيانا فإذا كانت الجامعة قد استثمرت في شراء مواد تعليمية على شكل كتب أو أقراص مدمجة CD، ستجد أنها عاجزة عن تعديل أي شيء فيها ما لم تكن هذه الكتب والأقراص قابلة لإعادة الكتابة وهو أمر معقد حتى لو كان ممكنا ولضمان حماية استثمار الجهة التي تتبنى التعليم الإلكتروني لا بد من حل قابل للتخصيص والتعديل بسهولة ، وقد أطلق مؤخرا في الولايات المتحدة أول معيار للتعليم الإلكتروني المعتمد على لغة XML، واسمه سكورم (SCORM)
( Standard Sharable Content Object Reference Model )
2- الأنظمة والحوافز التعويضية من المتطلبات التي تحفز وتشجع الطلاب على التعليم الإلكتروني : حيث لازال التعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل وواضح كما أن عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم هي إحدى العقبات التي تعوق فعالية التعليم الإلكتروني .
3- التسليم المضمون والفعال للبيئة التعليمية .
Ñ نقص الدعم والتعاون المقدم من أجل طبيعة التعليم الفعالة .
Ñ نقص المعايير لوضع وتشغيل برنامج فعال ومستقل .
Ñ نقص الحوافز لتطوير المحتويات .
4- علم المنهج أو الميثودولوجيا Methodology : غالباً ما تؤخذ القرارات التقنية من قبل التقنيين أو الفنيين معتمدين في ذلك على استخداماتهم وتجاربهم الشخصية ، وغالباً لا يؤخذ بعين الاعتبار مصلحة المستخدم ، أما عندما يتعلق الأمر بالتعليم فلا بد لنا من وضع خطة وبرنامج معياري لأن ذلك يؤثر بصورة مباشرة على المعلم (كيف يعلم ) وعلى الطالب ( كيف يتعلم ) .
وهذا يعني أن معظم القائمين في التعليم الإلكتروني هم من المتخصصين في مجال التقنية أو على الأقل أكثرهم، أما المتخصصين في مجال المناهج والتربية والتعليم فليس لهم رأي في التعليم الإلكتروني، أو على الأقل ليسوا هم صناع القرار في العملية التعليمية ولذا فإنه من الأهمية بمكان ضم التربويين والمعلمين والمدربين في عملية اتخاذ القرار .
5- الخصوصية والسرية: إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً ولذا فإن اختراق المحتوى والامتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني.
6- التصفية الرقمية Digital Filtering: هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم ، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا ، وهل تسبب ضرر وتلف ، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات .
7- مدى استجابة الطلاب مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.
8- مراقبة طرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها .
9- زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً .
10ـ وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم وعدم الوقوف السلبي منه.
11ـ توفر مساحة واسعة من الحيز الكهرومغناطيسي Bandwidth وتوسيع المجال للاتصال اللاسلكي .
12ـ الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات ، حيث أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً لتجدد التقنية.
13ـ الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
14ـ الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة لأن المنافسة عالمية .
15ـ تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة .
|
التعلم الإلكتروني
أتاحت التطورات السريعة التى طرأت على تكنولوجيا المعلومات والإتصال الفرصة للجامعات لتضع برامجها الدراسية فى متناول الراغبين أينما كانوا ، واكتساب التأهيل العلمى والتقنى اللازم ، والحصول على الشهادة المطلوبة ، عن طريق التعلم الالكتروني .
ففى الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ، تقوم 2000 مؤسسة من مؤسسات التعليم العالى ببث برنامج ( مسار دراسى ) واحد على الأقل من برامجها على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) ويشكل هذا العدد نسبة 70% من الجامعات الأمريكية ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة من عام لآخر ، وتتفاوت هذه الجامعات فى عدد البرامج الدراسية التى تقدمها على الشبكة والتخصصات التى تتيحها فمعهد روجستر التكنولوجي يقدم خمس شهادات جامعية فى العلوم ، وجامعة ألنوى تقدم عشر شهادات مختلفة فى المراحل الجامعية الثالثة تشتمل على 220 برنامجا ، وتغطى تخصصات مختلفة مثل إدارة الأعمال ، والتسويق ، وبرمجيات الحاسب وغيرها .
|
طبيعة التعلم الإلكتروني
ويغطى مصطلح ( التعلم الإلكتروني ) أنواعا متعددة من التعليم والتدريب عن بعد ، تقدم بواسطة الحاسب سواء أكانت المادة التعليمية مسجلة على أقراص مرنة أو مدمجة أو تصل الى حاسب المتعلم بواسطة شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) أو شبكة المعلومات الوطنية أو الإقليمية ( الاكسترانت ) أو تبث اليه الأقمار الصناعية أو محطات التلفزة ، ويكون محتوى المادة الدراسية مسموعا أو مقروءا أو مرئيا .
وينصرف الفكر عند سماع مصطلح ( التعلم الإلكتروني )الى نوعين من التعليم عن بعد هما : التعلم الحى فى فصل ( قسم أو مختبر ) افتراضي ، والتعليم المبرمج الذى يتلقاه الشخص عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات ( الإنترنت ) وفى كلا النوعين يختار المتعلم المكان الذى يتعلم فيه ( فى المنزل أو فى المؤسسة ) والوقت الذى يتعلم فيه ( فى أثناء العمل أو بعد أوقات العمل ) والمدة التى يتعلم فيها ( ساعة واحدة أو عدة ساعات يوميا ) .
|
التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد
واذا كان التعلم الإلكترونى نوعا من أنواع التعليم عن بعد ، فهو يختلف عنه من حيث طبيعة العملية التربوية ، والمضمون والمنهجية ، والتقويم ، أما من حيث طبيعة العملية التربوية فالفرق الأساسى بين التعليم عن بعد والتعلم الالكترونى يكمن فى أن دور المتعلم فى النوع الأول يبقى دورا سلبيا ، اذ يتلقى المعلومات دون أن يشارك فى الدرس أو يتفاعل مع المادة التعليمية ، اما فى التعلم الالكترونى فإنه يشارك فى العملية التربوية خطوة خطوة ، فقد أتاحت تكنولوجيا المعلومات والإتصال امكان إجابة المتعلم عن كل سؤال يوجهه إليه الأستاذ الذى يراه على شاشة الحاسب والحصول فى الحال على نتيجة إجابته لتعزيز الإجابات الصحيحة وتشجيع المتعلم ، فالفرق كبير بين التعلم فى كونه فى الطبيعة الالكترونية والتعليم فى كونه عن بعد .
أما من حيث المضمون والمنهجية المتبعة فإن المادة التعليمية فى التعليم عن بعد ، معدة لجمع المنخرطين بينما يتغير محتوى المادة وطريقة عرضها من فرد الى آخر ومن مرحلة تعليمية إلى أخرى فى التعلم الإلكترونى طبقا لقدرات المتعلم واحتياجاته الحالية والمستقبلية وهذا ما سمى بـ ( فردية التعليم ) .
وأما من حيث التقويم فإن معظم أنواع التعليم عن بعد تقوم انجازات الطالب فى نهاية البرنامج ، بينما التقويم فى التعليم الإلكترونى هو طريقة منتظمة مستمرة لجمع المعلومات عن تأثير التعلم وفاعليته بحيث تستخدم نتائج التقويم لتحسين التعليم نفسه فورا ، أو لمعرفة ما اذا كان المتعلم قد حقق أغراضه أو لقياس قيمة التعلم الإلكترونى للمؤسسة التى استخدمته .
فالتعلم الإلكترونى هو طريقة ثورية لتزويد القوى العاملة بالمهارات والمعرفة التى تحتاج اليها لتحويل التغيرات المستمرة فى سوق العمل لمصالحها، فنماذج التعليم فى العالم القديم لم تعد قادرة على مواجهة تحديات العالم المعلوماتى الجديد وسوق العمل المعولمة والتعلم الإلكترونى يقدم لنا الوسائل الكفيلة بمواجهة تلك التحديات .
ان التعلم الالكترونى يزاوج بين تكنولوجيا الاتصال والتربية والمعلومات والتدريب ، ويعد عنصرا جوهريا فى استراتيجيات الإقتصاد الناجح . فالاقتصاد الشبكى الجديد ( نسبة الى شبكة الانترنت ) يتطلب تطوير معرفة الأفراد العاملين وتحديثها بإستمرار . ويعتمد نجاح تقدم الأمم والأقطار والشركات على قدرتها على صنع المعرفة وتقاسمها ، واستثمارها بفاعلية فى الإقتصاد الشبكى الحديث القائم على المعرفة .
ولكن ينبغى التنبيه الى أن تحصيل الفرد من التعلم الإلكترونى يعتمد على مضمون هذا التعلم ووسائط تلقيه فكلما كان محتوى التعلم ووسائطه مناسبة لغايات المتعلم كان التحصيل أكبر ، والنتائج أفضل ، والتعلم الإلكترونى لا يخرج العملية التربوية بالضرورة من أسوار المدرسة وانما يمكن أن يستخدم داخل جدران الفصول الدراسية ، فيزيد من فاعلية التعلم بفضل المضمونات الجديدة والطرائق التكنولوجية الحديثة التى تسهل التعلم وتسرع به .
هذا وسيكون الصراع فى هذا القرن بين الرؤية المستقبلية المسلحة بالعلم والتكنولوجيا والرؤية اللصيقة بأنماط تربوية قديمة وستقاس ثروة الأمم لا بما تختزنه أرضها من معادن وإنما بما يتركز عقول ابنائها من معارف وتقنيات ، ولهذا فإن دول الغرب سارعت لإقتناص الفرص التربوية الجديدة الهائلة التى أصبحت متاحة بفضل التطورات العملاقة فى تكنولوجيا المعلومات والإتصال فى التسعينات من القرن العشرين .
| |
سمات التعليم الالكتروني:
تعليم عدد كبير من الطلاب دون قيود الزمان أو المكان.
تعليم أعداد كبيرة في وقت قصير.
التعامل مع آلاف المواقع.
امكانية تبادل الحوار والنقاش.
استخدام العديد من مساعدات التعليم والوسائل التعليمية والتي قد لا تتوافر لدي العديد من المتعلمين من الوسائل السمعية والبصرية.
تشجيع التعلم الذاتي.
التقييم الفوري والسريع والتعرف علي النتائج وتصحيح الاخطاء.
مشاركة أهل المتعلم.
مراعاة الفروق الفردية لكل متعلم نتيجة لتحقيق الذاتية في الاستخدام.
تعدد مصادر المعرفة نتيجة الاتصال بالمواقع المختلفة علي الانترنت
سهولة استخدام الادوات والمعدات.
استخدام الفصول التخيلية.
تبادل الخبرات بين المدارس.
سهولة وسرعة تحديث المحتوي المعلوماتي.
نشر الاتصال بالطلاب وبعضهم البعض مما يحقق التوافق بين الفئات المختلفة ذات المستويات المتساوية والمتوافقة.
تحسين استخدام المهارات التكنولوجية.
تحسين وتطوير مهارات الاطلاع والبحث.
امكانية التوسع المستقبلي.
دعم الابتكار والابداع للمتعلمين.
امكانية الاستعانة بالخبراء النادرين .
|
محاور التعليم الالكتروني:
سنعرض بالذكر لبعض محاور التعليم الالكتروني عرض بسيطا حيث لا يحتمل حجم البحث التعرض التفصيلي لتلك المحاور والتي تميز التعليم الالكتروني عن التعليم العادي التقليدي المتعارف عليه وتلك المحاور يمكن أن تساهم في التخطيط للتعليم الالكتروني نذكر منها:
الفصول التخيلية.Virtual classes
الندوات التعليمية. Video Conferences
التعليم الذاتي. E-learning
المواقع التعليمية علي الانترنت والانترانت. Internet Sites
التقييم الذاتي للطالب.Self Evaluation
الادارة والمتابعة واعداد النتائج.
التفاعل بين المدرسة والطالب والمعلم.Interactive Relation Ship
الخلط بين التعليم والترفيه.Entertainment & Education
|
عناصر التعليم الالكتروني:
يمكن تحديد العناصر الرئيسية التي تكون التعليم الالكتروني كالاتي:
الطلاب بفئاتهم وأنواعهم المختلفة.
المدرسة والمعلمين.
أولياء الامور.
المناهج التعليمية.
شبكات الاتصال.
التوجيه الفني.
نظام التحكم والادارة والتسجيل.
التعلم الذاتي.
التقييم.
القنوات التعليمية.
الاجهزة والمعدات (أجهزة الارسال بانواعها وأجهزة الاستقبال بأنواعها)
البريد الالكترونى. E-Mail
الفصول التخيلية.
الندوات الالكترونية.
غرف المحادثة ( الدردشة) Chatting Rooms
المحاكاة.Simulation
التسجيلات. Video and Audio Records
المستندات.
|
مشاركة المدارس والجامعات في التعليم الالكتروني:
يعتمد التعليم الالكتروني علي مشاركة فعالة من الجهات التعليمية المتوفرة بالدولة وتقوم المدارس والجامعات الحالية - لا نركز هنا علي المدارس والجامعات الحكومية فقط- بدور هام في تنفيذ التعليم الالكتروني من خلال تنفيذ بعض الأنشطة التالية:
تحديد المحتوي التعليمي.
تحديد خطة المحاضرات .
تحديد مجموعات الطلاب المتلقية للتعليم الالكتروني.
متابعة أداء الفصل التخيلي.
تحديد كيفية استخدام البريد الالكتروني في تنظيم وادارة الفصول الدراسية التخيلية.
متابعة وملاحظة ومراجعة مهام الطلاب.
تقويم الطلاب.
إعداد التقارير والإحصائيات.
|
مشاركة المعلم في التعليم الالكتروني:
يعتبر المعلم هو الركيزة الأساسية للتعليم الالكتروني وسنركز علي الأنشطة الرئيسية التي يساهم بها المعلم وهي تختلف الي حد ما عن أنشطة المعلم في التعليم التقليدي :
تقديم المعلومات الفورية لعدد كبير ومتنوع من الطلاب.
استخدام بريد الكتروني .
استخدام غرف محادثة.
توفر القنوات التعليمية المتعددة ومواقع متعددة علي الانترنت.
اتصال مع المدارس.
متابعة أداء الطالب.
إصدار تقارير دورية.
|
مشاركة أولياء الأمور:
يتميز التعليم الالكتروني بميزات متعددة عن التعليم التقليدي حيث أنه يحقق مجموعة من الأنشطة لأهل المتعلم منها:
متابعة الفصل التخيلي من خلال أجهزة الحاسب من أي مكان.
استخدام البريد الالكتروني.
مشاهدة ملاحظات المعلم.
استخدام غرف حوار مع المعلم.
مشاهدة التقارير المدرسية.
مراجعة المحتوي التعليمي.
|
الفصول التخيلية: Virtual Schools
نظرا لأهمية الفصول التخيلية كمفهوم جديد في التعليم الالكتروني واختلافها الجذري عن الفصول التقليدية في التعليم التقليدي المتعارف عليه سنقدم بعض الملاحظات وشرحا مبسطا لدور الفصول التخيلية في التعليم الالكتروني:
ففي الحقيقة الفصل التخيلي هو فصل بكل المكونات والعناصر المتعارف عليها ففيه معلم وطلاب ومادة تعليمية ووسائل إيضاح وامتحانات وتقييم وتكلفة مالية وقواعد وقوانين تحكم العملية التعليمية, فقط لا يوجد فيه مكان واقعي, فهو عبارة عن موقع علي الشبكة الدولية الانترنت أو الشبكة المحلية الانترانت ويحتوي علي صفحات من المعلومات وتوجد علي تلك الصفحات العناصر التعليمية التي سبق ذكرها وترتبط جميعها من خلال الشبكة ويرتبط أيضا من خلال الشبكة بجميع المواقع الأخرى والتي تحتوي بطبيعة الحال علي فصول أخري تخيلية أو فصول أخري حقيقية مرتبطة بالشبكة بها عدد محدود من الطلاب في مكان واحد في مدرسة واحدة.
ويتميز الفصل التخيلي بمميزات عديدة نذكر منها:
توفير اقتصادي.
توفر العدد والأنواع الهائلة من مصادر المعلومات.
توليد القدرة علي البحث لدي الطلاب.
القدرة علي التركيز مع المعلم حيث لا يشعر الطالب بوجود الطلاب الآخرين إلا إذا أرد ذلك.
الحرية الكاملة في اختيار الوقت والمادة التعليمية والمعلم مما يتيح للطالب القدرة علي استيعاب أكبر.
استخدام الحوار ( الوسائل الأخرى مثل التلفزيون والإذاعة والاسطوانات الالكترونية المدمجة والكتب لا تتيح للطالب الحوار مع المعلم أو مع الآخرين).
وقد تكون هناك بعض نقاط الضعف مثل:
ضرورة أن يكون للطالب القدرة علي استخدام الحاسب الالكتروني.
ضرورة أن يكون المعلم علي قدر كبير من المعرفة بالتعامل مع الفصول التخيلية وكيفية التعامل مع الطلاب من خلالها.
ضرورة توفر شبكة الانترنت أو شبكة معلومات محلية الانترانت.
ضرورة توفر محتوي تعليمي مناسب للنشر علي المواقع باللغة التي يستوعبها الطلاب.
ضرورة وجود نظام ادارة ومتابعة لنظام الفصول التخيلية.
وبهذا يتضح أن العنصر الأساسي في هذه النقاط هو عنصر تأهيل المعلم وهو العنصر الحاكم. وطبعا فإن تعليم أو تدريب المعلم علي استخدام الفصول التخيلية و استخدام التعليم الالكتروني عموما يعتبر من أهم مقومات النجاح للتعليم الالكتروني وهناك بعض العناصر يجب التركيز عليها نذكر منها ما يلي:
تأهيل المعلمين علي التكنولوجيا الحديثة.
تاهيل المعلمين علي المناهج الجديدة المطورة.
تحديث خبرات المعلمين وتثقيفهم.
تأهيل المعلمين علي التعامل مع الفصول التخيلية.
تحقيق عدالة تدريب المعلمين وخصوصا في المناطق النائية والتركيز علي الإناث.
|
المرجع http://www.nu.edu.sa/spsite/subdefault.aspx?PageId=1028&LangID=1&ID=811
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق