السبت، 26 أكتوبر 2019

استراتيجية الويب كويست WAB QUEST


إذا لم يأتك خبر الويب كويست WAB QUEST، فأنت معلم، يغلب عليك النهج التقليدي
، وبحاجة إلى تجديد وتنمية قدراتك ومهاراتك، لاستخدام طرق غير تقليدية، ذات تأثير أكثر، وفاعلية في دعم التعليم والأنشطة التربوية.. هذا ما أفضت إليه نتائج جل الدراسات والأبحاث الأكاديمية، ذات الصلة..والوصول يسير..فقط حاسوب، وإشارة إنترنت.. وانطلق في الفضاء السيبراني، إلى عالم الويب كويست..سوف تكتشف أنك كنت بحاجة إلى هذه الرحلات المعرفية الممتعة، التي تعينك كثيرًا في العمل التربوي.

في أبسط تعريف له، فإن الويب كويست، هو «نموذج تربوي محكم، لتنظيم المعلومات، بصورة تسهل على المتعلم استكشاف واستنتاج المعرفة، باستخدام الحاسوب، ومصادر المعرفة المتاحة، على شبكة  الإنترنت، كما تسهل تقييم أداء المتعلم، وقياس تطور المهارات العقلية العليا، حسب تصنيف بلوم للعمليات العقلية، مثل التحليل، والتركيب، والتقييم»،  وفي تعريف آخر، هو «رحلات معرفية، وأنشطة تربوية، عبر الويب، تعتمد في المقام الأول على عمليات البحث في الإنترنت، بهدف الوصول الصحيح والمباشر للمعلومة، بأقل جهد ممكن»، وفي تعريف ثالث، «هو «نشاط قائم على الاستقصاء، يتيح للطلاب استخدام المصادر، والأدوات القائمة على شبكة الإنترنت، لجعل التعليم حقيقيًا، وذا معنى».
والويب كويست، كنظام استراتيجي تربوي، يتسم بالمرونة، بحيث يمكن استخدامه في جميع المراحل الدراسية، وفي كافة المواد، والتخصصات..ويعود الفضل في ظهوره،  إلى الأمريكيين بيرني دودج Bernie Dodge، وتوم مارشTom March..وهو مبني على المبادئ الـ 13، المميزة لأساليب التفكيرThinking styles، التي وضعها ستيرنبرج Sternberg ، عام 1990م، في إطار نظريته الشهيرة الموسومة «السيطرة الذاتية للعقل»، وهي :
(1)«الأساليب  هي تفضيلات في استخدام القدرات، وليست القدرات نفسها».
(2) «الأساليب هي متغيرات عبر المواقف والمهام».
(3) «الأساليب تكتسب اجتماعيــًا».
(4)«تختلف باختلاف الحياة، أي أنها ديناميكية، وليست استاتيكية».
(5) «يمكن تعليمها، وقياسها».
(6) «الأفضل في وقت ما، قد لا يكون الأفضل في وقت آخر».
(7)«الأفضل في مكان ما، قد لا يكون الأفضل في مكان آخر».
(8) «ليست جيدة أو رديئة، ولكن السؤال ما هو الأسلوب الأفضل لهذا الموقف..؟».
(9) «التنسيق بين الأساليب والقدرات، يؤدي إلى توليفة أكبر من مجموع أجزائها، بمعني أن الأساليب مهمة لنوعية العمل الذي نختاره».
(10) «اختيارات الحياة، تتطلب ملاءمة الأساليب، وأيضـــًــا القدرات».
(11) «الأفراد يكون لديهم بروفيل من الأساليب، وليس أسلوبـــًا واحدًا فقط».
(12) «الأفراد يتباينون، في كل من قوة تفضيلهم للأساليب، ومرونتهم الأسلوبية».
(13) «يخلط الأفراد ملاءمة الأسلوبية StylisticFit، بمستويات القدرة».
عـنـاصـر وخــطـــوات
وكنشاط تربوي، فإن الويب كويست يتضمن ستة عناصر رئيسة، يمكن تحديدها في هيئة مراحل متتابعة، للتطبيق الفعلي، على النحو التالي :
- التقديم، أو المقدمةIntroduction، حيث يفتتح الدرس بتمهيد، لإثارة دافعية الطلاب.. ويشترط التشويق للتعلم، في إطار  توضيح الفكرة، التي يدور حولها الدرس.
- المهمة Task، ولكونها تمثل الجزء الرئيس، في النشاط التربوي، عبر الويب كويست, فإنه يجب الإعداد لها بشكل جيد ومتكامل، بحيث تتضمن الأساسي والفرعي من المهام، والتي تكون ذات صلة بمواقف الحياة الواقعية، ويجد فيها الطالب ما يريده من خلال الاستكشاف والنشاط الذاتي، ويشترط في وصف المهمة، القصر والاختصار، والبناء على معارف سابقة.. ومن أبرز المهام، التي تعين الطالب على استيعاب المادة العلمية:
ــ مهمة صياغة المادة بلغة الطالب، من خلال الإجابة عن أسئلة بعينها يصيغها المعلم.
ــ مهمة التجميع، التي تتركز في البحث عن مصادر مختلفة، للوصول إلى معلومات بعينها.
ـ مهمة التحقيق والتتبع، التي يظهر من خلالها مدى القدرة على توظيف مهارة تحليل المعلومات، من مصادر مختلفة.
ــ مهمة الحوار والتفاوض، وهي مفيدة كثيرًا في الموضوعات، التي يثار حولها الجدل، وتعدد وجهات النظر.. وعلى مستوى الفرد، تعين الطالب على بناء مفاهيم صحيحة، من خلال البحث في مجموعة المصادر، عن الآراء والحقائق..وعلى مستوى الجماعة، تجعل الطلبة يتداولون الموضوع في إطار ندوة، يخرجون منها بتوصيات محددة.
ــ مهمة الصحفي، التي يتقمص فيها الطالب دور الصحفي، لتغطية موضوع بعينه، وصياغته في هيئة خبر، أو مقال، أو تقرير، أو تحقيق.
ــ مهمة التحليل، التي تغرس في الطالب، القدرة على البحث عن أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء، وما قد يطرأ عليها من متغيرات، ومن ثم الفهم الصحيح، والارتقاء على سلم النمو المعرفي.
مهمة الخطابة، التي تستهدف تنمية مهارات الإقناع عند الطلبة، من خلال إجراء مناظرة، أو بحث، أو تدوين افتتاحية صحيفة مدرسية، ونحو ذلك.
ــ مهمة إصدار الحكم، وهي تتطلب درجة عالية من الفهم، حيث يقدم للطالب مجموعة من العناصر، التي تتعلق بالموضوع، وعليه أن يقيسها ويقيمها، ومن ثم يتخذ قرارًا  بشأنها.
ــ مهمة الإنتاج الإبداعي، حيث يقوم الطالب بصياغة الموضوع، على هيئة قصة، أو خاطرة شعرية، أو رسم لوحة فنية، ونحو ذلك.
ــ مهمة التصميم، من خلال إعداد نماذج، أو وسائل توضيحية، لظواهر طبيعية مثلاً، كالزلازل والبراكين.
- الإجراءات التنفيذية، وتسمى أيضــًا العملية Process، وفيها يتم تقسيم الطلبة إلى مجموعات، وتوزيع العمل فيما بينهم، وتحديد الوقت اللازم لإنجاز المهمة.. ويشترط تجزئة المهمة إلى خطوات محددة وواضحة، بحيث يمكن وضع الروابط والارتباطات داخل الويب كويست.
- المصادر Resources ذات الصلة بالموضوع، والتي يتم تحديدها، من خلال عمل قائمة لكلمات مفتاحية، يستطيع الطالب استخدامها في البحث، والولوج إلى المواقع، التي يتوافر فيها الدقة العلمية، وتثير اهتمام الطالب.
- التقويم Evaluation، وهو مرحلة هامة في منظومة الويب كويست، إلا أنه لا يتم باستخدام أدوات التقويم التقليدية، بل يسمح للطلبة مقارنة ما تعلموه وأنجزوه، ومن ثم تقويم أنفسهم..ولكن وفق ضوابط ومعايير تساعدهم على ذلك، منها قوائم الرصد، ودليل مجموع الدرجات.
- الخاتمة conclusion، وهي العنصر السادس، والمرحلة الأخيرة من الويب كويست، وتتضمن ملخصــًا للفكرة المحورية للموضوع، ومجموعة النتائج والتوصيات، وسبل تطبيقها، والاستفادة منها.
مــزايـــا وأهــــــداف
لقد خلصت جل الدراسات والأبحاث التقييمية، لمنظومة الويب كويست، إلى أنها تحقق مجموعة هامة من المزايا والأهداف التعليمية والتربوية، يمكن تحديدها في نقاط بعينها:
- أولًا: بعكس الأنشطة التقليدية، التي تمارس في غرفة الصف، وتركز على قيام الطالب باستظهار المعرفة، وحفظها، ومن ثم استرجاعها، وتدوينها في ورقة الامتحان..فإن منظومة الويب كويست، تمنح الطالب مهمات متعددة، يستطيع من خلالها، استخدام الخيال، والتأمل في المعرفة التي يتعامل معها، وتتيح له تعلم مهارات عملياتية، للاستكشاف وحل المشكلات.
- ثانيــًا: تعد طريقة رائعة، لإشغال وتفعيل دور الطالب، من أجل الفهم المعرفي المخطط له، والمتسلسل، من خلال أنشطة ذات معنى.
- ثالثـــًا: تتناسب مع جميع المستويات، وتراعي الفروق الفردية، من خلال إتاحة الحرية للطالب، في كيفية التعامل مع المحتوى المعرفي.
- رابعـــًا: لا يقتصر دور الطالب على البحث عن المعرفة، بل تحليل أبعادها ونقدها، ومن ثم توظيفها في الحياة العملية، على نحو أفضل.
- خامســـًا: تعنى كثيرًا بالعمل الجماعي، وتبادل الآراء والأفكار بين الطلبة، وفي ذات الوقت لا تمنع العمل الفردي، بل تنميه وتحفزه، على المزيد من التعلم والإبداع.
- سادســـًا: الأسئلة التي تتمحور حولها الرحلات المعرفية عبر الويب، تعتمد على مهام أقرب للواقع، كونها تبحث عن إجابات، في عالم غني بالصور والمعلومات والعناصر الميسرة لإتمام الرحلة.
- سابعـــــًا: تسمح للطالب بالإطلاع، على مصادر ووثائق أصلية في الشبكة، تثري فكرة، وتؤكد له الحقائق.
- ثامـنـــًا: دمج شبكة الويب في العملية التربوية، وجعلها وسيلة تعليمية مرنة، يمكن استخدامها في جميع المراحل الدراسية، وفي كافة المواد والتخصصات.
- تاسعـــًا: تمنح الطالب إمكانية البحث في نقاط محددة، بشكل عميق ومدروس.
- عاشرًا:  تزيد من الخبرات التعليمية الفعالة، والاتجاه نحو استغلال التقنيات الحديثة، لتحقيق أهداف تعليمية وتربوية.
- حادي عشر: تعزز في الطالب مبدأ الصدق مع النفس، من خلال إتاحة الفرصة له، لتقييم مجهوده، والنتائج التي توصل إليها، وكذا تعزيز مبدأ الصدق مع الآخرين، من خلال تقييم زملائه، في مجموعته، أو في المجموعات الأخرى.
- ثاني عشر: تجعل من التعلم، متعة حقيقية.
- ثالث عشر: وسيلة جيدة لتدريب المعلمين في تخصصاتهم، والتعرف على اتجاهاتهم..
تصنيف الويب كويست

الويب كويست قصير المدى Shortterm))الويب كويست طويل المدى( Long–Term Web Quest )
الــمُـــــــدةمن حصة واحدة إلى 3 حصصمن أسبوع إلى شهر كامل
الـــهــــــدفالوصول إلى مصادر المعلوماتواكتسابها وفهمها واسترجاعهاالإجابة عن أسئلة محورية لمهمة العمل، وتطبيق المعرفة
الـمُـتـطـلـبـاتعمليات ذهنية بسيطة، كالتعرفعلى مصادر المعلوماتواسترجاعهاعمليات ذهنية مُتقدمة كالتحليل والتركيب والتقويم
الاســتـخــداممع المبتدئين وكمرحلة أوليةللتحضير للرحلات المعرفية طويلةالمدىمع طلاب قادرين على التحكم في أدوات حاسوبية متقدمة
الــتــقــويـــمفي شكل بسيط مثل لائحةبعناوين الموقعفي شكل عروض شفوية أو شكل مكتوب للعرض على الشبكة


المعلم في الويب كويست
وإذا كان الويب كويست، كرحلة معرفية، ونشاط تربوي، محوره الرئيس الطالب، فإن دور المعلم يمثل المايسترو، الذي يوزع الأدوار، ويضبط إيقاع العمل الجماعي.. ولكي يؤدي الويب كويست الأهداف المرجوة منه، لا مناص أن يكون المعلم مدركـًـا تمامــًا للأمور التالية:
- اختيار موضوع الويب كويست بدقة وحكمة، والتخطيط الجيد له، والوضع في الحسبان مدى التباين في القدرات الفردية، والكفاءات المهارية، لدي الطلبة، في كيفية البحث عن المصادر المعرفية.
- الإقبال على العمل في الويب كويست بحماس، لبث ذلك في نفوس الطلاب.
- التأكد من سلامة الوصلات، في الشبكة الداخلية (الإنترانت)، والخارجية (الإنترنت)، وكذا كفاءة أجهزة الحاسوب المستخدَمة.
- وضع خطة زمنية، بعدد الرحلات المعرفية المناسبة، لتدريس الموضوعات المختارة.
- الإرشاد إلى إضافة روابط للمصادر، لإثراء الدرس بشكل إيجابي.
- تشجيع الطالب على الاستقلالية في العمل، حيث تحوَل دور المعلم من ناقل للمعرفة، إلى ميسر للتعلم والتعليم.
الكاتب حسني عبدالحافظ .....المرجع http://goo.gl/k9j04F
موضوع آخر للزيادة  http://goo.gl/p1VtGS

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق